الخبرة ليست كل شيء- يوسف خميس والفئات السنية في النصر.
المؤلف: سلطان الزايدي09.23.2025

في شتى مناحي الحياة، تبرز أهمية الخبرات، فالإنسان الذي يمتلك رصيدًا وافرًا من التجارب والمعرفة، وينفرد بالكفاءة في ميدانه واختصاصه، غالبًا ما يكون شخصًا مرغوبًا فيه ومحط أنظار. ولا شك أن الاستعانة بخبراته تمثل مكسبًا ثمينًا لأي مؤسسة أو فريق.
ومع ذلك، تبقى هناك نقطة خلافية تستدعي التدقيق والتأمل، وهي سؤال يقتضي الخوض في بعض التفاصيل، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة المجال، ونوع الخبرة، ومدى جدواها في الوقت الراهن. ولكي تتضح الصورة بشكل جلي، لابد من الاستعانة بمثال أو موقف يجسد هذه الفكرة ويضفي عليها طابعًا منطقيًا عند طرحها ومناقشتها. لذا، من الأهمية بمكان تسليط الضوء على خبر يوضح هذه المسألة، وتتبع أبعادها المختلفة، ولعل أبرز ما يتبادر إلى الذهن في هذا السياق، ما تردد مؤخرًا عن نية إدارة نادي النصر، بقيادة مديرها التنفيذي "ماجد الجمعان"، في تعيين الكابتن يوسف خميس مسؤولًا عن الفئات السنية. هذا الخبر يمثل تجسيدًا لما أود تناوله في هذا الموضوع، إذ أن ليست كل الخبرات بالضرورة ذات فائدة. فلاعب كرة قدم اعتزل اللعبة منذ أربعة عقود، ولا يمتلك سجلًا حافلًا بالإنجازات في مجال التدريب والإدارة، فضلًا عن ابتعاده لسنوات طويلة عن العمل في الأندية، لا يمكن اعتباره مؤهلاً لتولي مسؤولية قطاع حيوي وهام كالفئات السنية في النادي. فجيل اليوم في كرة القدم يختلف اختلافًا جذريًا عن جيل ما قبل خمسين عامًا، وفي ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها اللعبة في كل جوانبها، من طرق التدريب، والأدوات المستخدمة، والأساليب المتبعة، والمتابعة الدقيقة، والتعامل الاحترافي، والاحتواء النفسي، في ظل هذا التطور الشامل، نخلص إلى نتيجة مفادها أن الكابتن "يوسف خميس" ليس الشخص الأمثل لهذا المنصب. ففي نادي النصر، هناك العديد من النجوم السابقين الذين، بعد اعتزالهم، عملوا جاهدين على تطوير أنفسهم على الصعيدين الأكاديمي والفني، واكتسبوا بالتالي القدرة على التعامل بفعالية مع هذه الفئة العمرية، ويمكن من خلالهم تحقيق نتائج إيجابية تخدم مستقبل النادي وتساهم في صناعة نجوم لهم تأثير كبير في مسيرته. لذلك، أؤكد أن ليست كل الخبرات مطلوبة في ميدان العمل بشكل عام، وفي المجال الرياضي على وجه الخصوص.
دمتم في خير وعافية،،،